((أم المؤمنين ووحدة المسلمين))
للشاعر الفلسطيني أبو صهيب
إنـي لأعجب من لئيم يفخرُ = الــعـار فــيه ولـلـكرام مُـعيّرُ
احـفظ ْ لـسانك لا تقل سوءا بهِ = إنَّ الـلـسـان عـن القلوب يُعَبِّرُ
قـَذْفُ الـنـسـاء المؤمنات كبيرة ٌ= والقذف في عرض الصحابة أكبرُ
ماذا تقول بـمـن يـُعَـيِّـرُ أمَّهُ = ذنـب عـظـيـم لا أظـُنُّ سـيُـغـفـرُ
يا جاهلا هلا ّ علمتَ مـقـامَـها = فـي الـنـار تـعـلم حـيـن فيها تُدْحَرُ
يا جاهلا تؤذي الرسول بزوجِهِ = والــلــه بــرّأهــا ولـكـن ْ تـكـفـرُ
يا مـن رمـيـْتَ عفيـفـة صِدِّيقة ً = هل لـو رمـيْتَ الـبحـر هل يتكدَّرُ؟
يـا أيـها الـكـلبُ الذي هـو نابِحٌ = أتـُـخيـفُ لـَيْـثا ً في نباحـك يــزأرُ
الله في الـقرآن يـرفـع ذكـرَها = والـكـافـر الـمـلـعـون لا يـَتـَذَكَّـرُ
وتـَوَعَّـدَ الـرحـمـن لـيس بِهيِّن ٍ = مـا قـيل عـنـهـا بـل عـظـيـمٌ يـَكْبُرُ
يا جـاهـلا هــذا ألـسـت بـقارئ ٍ= فـارجـع إلـى الــقـرآن عـلـَّكَ تُبْصِرُ
أم شـئـت تشهيرا بإفكك فانتظرْ = كـُلَّ الـمـصائِبِ فـوقَ رأسكَ تُشْهَرُ
أو شُهْرَة ً للنفس رُمْتَ فلَنْ ترى = إلا الأذى والـكُــلُّ فــيــك يُـحَـقـّرُ
أتـَعيبُ عـائـشة بكل وقــاحـَـةٍ = هـذي الـجـراءَةُ فـي الوقاحة تَنْدُرُ
قـُتـِلَ الشقيُّ فما رأيـتُ نـظـيرََهُ = إبـْليسُ عـندي في الشقاوة أصْغَرُ
أجـْـرى مُـبـاهَــلَة ًبكل جــراءةٍ = نـسي الـعــواقــب داعـيا يَسْتَهْتِرُ
الله يــعــلـم مــن يُـباهـِلُ كـاذباً = وخــِلالَ عــــام فالـنـتيجة ُتظهرُ
هــو قـَـلـَّما ينجو المُباهِلُ كاذبا = سـيـصـيبه مــا لا بــبالٍ يخـطرُ
يا عائبا من مات أين حياؤُكُمْ = لـو كـنـتَ ذا ديـن لـهـُمْ تـسـتـغفرُ
تنسى عيوبك والعيوب كثيرة ُ = وتــذم طـاهـرة ومـنـهـا تـسخرُ ؟
أتعيب ذا خلق وفيك قـبـائـح = تـرْمـي بـصيـرا بالعمى يا أعورُ؟
جبريل أهدى للرسول تـحـيـة ً = تـُهـْدى إلـيـها والـرسـول الـمُخْبِرُ
في بيتها وَحْيُ الـسـمـاء نـزولـُهُ = هـذا دلـيـل الـطـهـر لـو تتصوَّرُ
أتـعيبها أغـلى الــنـســاءِ مــحـبـة ً= عــنـد الـحـبـيب وما لَدَيْكَ مُبَرِّرُ
يقضي الـحياة بــحـبــهـا وَمَـماتـُهُ = فــي حِـضـنـها وبـبيتها هو يُقْبَرُ
هــذا دلــيــلٌ قـاطـعٌ لـعـفـافـهـا = فـاقـطـعْ لـسـانـا يـا إلهيَ يَفـْجُرُ
إيــاك تــذهـب يـا كـذوب ُلـقبرِهِ = أتـزوره فـي بـيـتـهـا وتــُزَوِّرُ ؟
فـي أمَّـة الإسـلام قال رسـولنا = سبعون من فِرَق ِالضلال وأكـثـرُ
إني أرى الإسلام مثل حـديـقـة ٍ = والـناس فـيها مُـفـسـدٌ ومُعمّرُ
فـإذا تـركنا الـمـفـسدين وبغيَهُمْ = الـخـيـر ضـاع وكُـلـُّنا يتضررُ
لا بد من جمع الخيار ليصلحوا = هـذا هـو الـحل الذي أتـَخَـيَّـرُ
فـإذا أطـاع الـمفـسـدون خِيارَهُمْ = الـكل يــسـعد والـحديقة تـُزْهِرُ
إنـي لــيـَحْــزُنـُني تفرق أمـتي = والضعف فيهم والـعدو يُسيْطرُ
هـيا نـعـاهـد ربـنـا لتصالُح ٍ = والـصـلـح بـين المسلمين مُؤَزَّرُ
إنـي لـذو عـهـد ولـست بناقض = لـو غــيّـرَ الأشـرار لا أتغـَيّـرُ
أنا مـسلم لا لـنْ أكـون مـخادعا = وإذا خُــدعْـت ُ فـإنّ قـلـبِيَ أطهَرُ
أنا مـسلمٌ والمـسلمون أحِبـُّهُمْ = وبـهـم أظـنّ الــخـيـر لا أتـحَيَّرُ
هل نستفيدُ عداوة وتـبـاغـضـا = والـحب فـيـما بيننا هو أجْـدَرُ
إني لما قال الكتاب مطيعُهُ = الـصـلح خـيـرٌ والعواقبُ أيْـسَرُ
فاجْمع صفوف المسلمين مُوحدا = إنَّ انْـقـسـام الـمسـلمـيـن تـَهَـوُّرُ
وابذُرْ بذور الحب فيما بينهم= في الحصد يُعْرَفُ ما حرثتَ وتـَبْذرُ
إني أنادي سـنـة أو شـيـعـة = أين الجماعة إنني أتحسَّرُ؟
هيا إلى الإسلام يجمع شَـمْلـَنا = هيا بإخلاص ولا تتكبروا
الله والـقـرآن ُ ثـُـمَّ مـحـمـدٌ = والآلُ عِـتـْرَتُـهُ بهـم نتعطَّرُ
والكعبة الغــرّاء قبلتنا معا ً = شـهـرُ الـصـيامُ لنا فهل نتفكَّرُ
وكذا المناسكُ والصلاة ُوعيدُنا = الـكُلُّ عـنـوانُ الـتوحُّدِ فافخروا
هذا هو الدين العظيم جناحُهُ = دفْءٌ لـنـا وحـنـانُه هو يغمُرُ
مَعَ كُلِّ هذا النور تلقى أهلهُ = قـد فـَرَّطـوا وقـليلُهُمْ من يَشْكُرُ
ما قـاله الـقـرآن ُ كان دليلـَنا = ما صَـحَّ عـن خـيـر الورى يَتـَقـَرَّرُ
إني لأعجبُ بعد حُكْم ِ محمدٍ = مِنْ قـَوْلِ أفـتـى مـالكٌ أو جـعفرُ
أوْ أنْ يقول َ الله في قـُرْآنِهِ = يأتي الجهول ُ على هواه يُفَسِّرُ
مَنْ أوَّلَ القران يدفعُه الهوى = هذا هو التحريفُ لا لا يُعْذَرُ
هـذا الخلاف وهـذه أسبابهُ = النبع ُ صاف والخلافُ يُعَكِّرُ
والحــرب فـيـما بيننا أمْـنِـيـَّة ٌ = تُرضي العدا يا ليتنا نتدبَّرُ
يا أمّــة الإسلام لا تـتــفرقوا = سيروا وراء محمد وتـَصَََبَّروا
نَقـُّوا القلوب َ وأحْسِنوا نِيّاتِكُمْ = لا غِشَّ لا أحقادَ لا لا تَغْدُروا
جيشٌ عظيمٌ يومها هو جيشكُمْ = فلجنة قـومـوا إلـيها وانـْفِروا
لو أنَّ أهل الأرض من أعدائكُمْ = قاموا عليكم حينها لَنْ يَقدروا
يا إخــوة الإسلام لا تــتعـجلوا = أنْ تحكموا في كفر من لا يجهر
فالغرب يدعم من يُفرّقُ جمعنا = ويـثـيـرهـا عـصـبـيـة تـَتـَسَعَّرُ
من كان يوما للطغاة محالفا ً = هو مثلهم يوم القيامة يُسْجَرُ
العدل في الإسلام قولٌ منصف ٌ = لا لـَنْ يـمـيـلً وبالهـوى يـتأثـَّرُ
اعدل بحكمك لا تـمِـلْ لـقـرابـة ٍ = أو كـُنْـتَ تكره ُ بالعدالة تـُؤْمَرُ
يا إخـوتـي هــذا غُـرابٌ ناعِبٌ = منْ كان ذا شرَفِ أيَرْضى يُكْسَرُ
فارفعْ بصوتك عـالـيـا ومنافِحا = مِــنْ سـنـة أو شـيـعـة يستنكِرُ
اغـضـبْ لـوجــه الله لا لا تـُقـْيَة ً = هــذا الـنـفـاق بعينه لو تـَذْكُرُ
هـــذا الصنـيـع لـكافــر لا مـسـلِمٍ = هــو مــاكر للمسلمين ويحفِرُ
وهـو الرياء إذا فَـعَـلْتَ لـمســلـم ٍ = الـشَرَّ تـُبْـطِـنُ والـمحـبة َ تُظْهِرُ
أنـا مــسلـم فـلم التـعامــل تـُقية ً = عـجبا ً مُـحبٌّ عـَنْ حبيبٍ يَسْتُرُ
لـــو قـلت ُشيـئـا يلتـقيـني تقية = يمضي يحدث ضاحكا يَسْتَبْشِرُ
إنــي كــذبت عـلى الشـقي تخـفيا ً = أبـْـدي لـــه حـبـا وشـرا أضْمِرُ
هـــذا ورَبُّ الـكائـنـات مـنـافـِــقٌ = عــنــد النـِّزاع فــوجهُـهُ لا يُسْفِرُ
إن النفاق خيانة لـــو تــعلــمــوا = في النار أقصاها يُزَجُّ ويُحْشَرُ
هل كان يرضي أن أعامله كما = بـالسـوء عـامـلنـي ونفسي تـَنْفِرُ
ما لَمْ تكنْ ترضى لنفسك فِعْلَهُ = عـامـلْ أخـاك َ بما تُحِبُّ ويُبْهِرُ
قــال الــرسولُ إذا رأيتم مُـنْــكراً = قوموا إليه صراحة كي تُنْكروا
بـئـس الـعـداوة ُوالـتـباغُضُ بيننا = مـن أجـْلِ ذلك فالهزيمة تَحْضُرُ
وإذا التقينا في الــوغى بـسيوفــنا = الله يـغـضب والــدماء سَتـَقْطُرُ
من أجل هذا فالـتـصـالـح واجــب ٌ = إن كــان لله الــعــظـيـم سَيُثمرُ
انـظـرْ أبــا بـكـر وإخــوانا ًله = هـذا هـو الــفــاروقُ هـذا حَـيْدَرُ
عثمان منهم والجميع صحابة ٌ = وقلوبهـم بـالحــب كــانـت تعمُرُ
كانوا جميعا لا طوائف بينهَمْ = قد زال كسرى عَهْدَهُمْ والقيصرُ
واليومَ أحوجُ ما نكون ُلمثلهم = والحــكــم بالقـرآن نعم المصدَرُ
لــو كــان حـُبٌّ بيننا وتناصُرٌ = والله غـــايتـنا فــحـتـمـا ً نُـنْـصَرُ
[center]